العاصمتين المتوسطيتين للثقافة والحوار للعام 2026
تطوان، المغرب
عند مفترق طرق الحضارات، تجسد تطوان الإرث الغني للتبادل الثقافي، والاستمرارية والأهمية التاريخية، التي تميز حوض البحر الأبيض المتوسط. في مزيج من التراث الأندلسي والمغربي والأسباني، المعماري والثقافي، ونقطة تلاق وحوار بين ثقافات عدة، تصبح “الحمامة البيضاء” عاصمة متوسطية للثقافة والحوار لعام 2026 إلى جانب ماتيرا.
تمثل تطوان جوهر المتوسط الحقيقي، بتاريخها المتصل بالحضارات القديمة والحديثة الكبرى، من القرطاجيين والرومان إلى الحقبة الإسلامية والسلالات الحاكمة. تندرج المدينة القديمة تحت قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1997، إذ تحتفظ بالعمارة الأندلسية والطراز الهندسي المغربي الأسباني، وتغتني بالحِرف التقليدية، وتحتفي في زواياها بتراثها متعدد الثقافات، وأهميتها التاريخية كجسر بين جنوب وشمال المتوسط.
تساهم تطوان في التلاقي الأورومتوسطي من خلال العديد من الشراكات والمشاريع الثقافية. يبرز تعاونها ومشاركتها في مختلف المبادرات الدولية، التزام المدينة بتعزيز الروابط الثقافية والتنمية المستدامة. تمتد هذه الرؤية إلى أجندة تطوان الثقافية، التي تسعى إلى تقريب الفنانين والمثقفين والمجتمعات للاحتفال المشترك بالفهم بين الثقافات.
يتمحور برنامج المدينة لعام 2026 على التعاون بين الفنانين المحليين والممارسين الثقافيين من جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية. كما ينطوي على عروض الفن الرقمي، والمناقشات عبر الإنترنت، وسرد القصص الغامر (immersivestorytelling)، بهدف خلق شراكات قوية مع المنظمات الثقافية في الدول المتوسطية.
سيعمل مجلس الجماعة (المجلس البلدي) لتطوان جنبًا إلى جنب مع مدينة ماتيرا في المعارض المشتركة والتبادلات الفنية والفعاليات المشتركة التي تربط بين المدينتين.
ماتيرا، إيطاليا
ماتيرا هي قصة صمود عميق، لا سيما إحياء منطقة ساسي دي ماتيرا التاريخية. يعرض هذا التجديد الحضري الرائع، الذي توج بالاعتراف بها كموقع تراث عالمي لليونسكو في عام 1993، ممارسات مستدامة توازن بين الحفظ والابتكار.
سيتضمن برنامج ماتيرا للعاصمة المتوسيطة للحوار والثقافة ورش عمل ومعارض تركز على هذه التقنيات التجديدية، مثل أنظمة حفظ مياه الأمطار وبناء الجدران الحجرية الجافة. يدفع التزام المجتمع بالفن والتاريخ تحول ماتيرا إلى مركز ثقافي عميق.
كما يتضمن البرنامج، مهرجانات فنية وعروض أفلام وعروض حية مستوحاة من إرث ماتيرا، بما في ذلك تكريم لأعمال بازوليني الرائدة. سينضم الفنانون والمثقفون المتوسطيون إلى إقامات فنية ومشاريع عبر الحدود، مما يعزز السرد الثقافي المشترك الذي يعمق الفهم والاتصال.
ترتكز الشمولية والمشاركة الفعالة لمواطنيها في صلب رؤية مدينة ماتيرا، حيث ستسلط الضوء على الفعاليات التي يقودها المجتمع، مثل المنتديات المفتوحة والتركيبات التشاركية، لتوصيل الأصوات المحلية وإلهام العمل الجماعي. ستشجع الشراكات مع المدن المتوسطية تبادل المعرفة حول التنمية المستدامة والثقافة والتكنولوجيا، مما يعزز دور ماتيرا كجسر للحوار والنمو المتبادل.